شرح نصوص اللغة العربي

المحور الأول :

الإنسان العربي في مواجهة الاستبداد

ممارسات المستبد مَقْتَل بُزَرْجُمُهْر خليل مطران
1 ـ يا لهذا اليوم الرهيب الذي أعدم فيه الوزير العادل بزرجمهر ، و قد توافد الناس من كل حَدَب و صوب مسرعين استجابة لدعوة كسرى .
2 ـ تجمع الناس لرؤية مقتل ( إعدام ) الرجل الذي نشر العدل و المساواة و الخير و العطاء في أرجاء البلاد .
3 ـ ظهر الرضا و ارتسمت معالم السعادة على الوجوه بينما كان الغيظ و الحقد يملأ الصدور التي أخذت ترتجف خوفاً و هلعاً من الملك
الظالم.(غيظاً و حقداً على جرائمه ) .
4 ـ في تلك اللحظات ظهر الوزير العادل يتبعه جلاده المتكبر المتغطرس الذي يدفعه إلى نهايته. ( و كأنه يتباهى بشرف قتله الوزير ) .
5 ـ أحاطت بهما الحشود ذاهبة آيبة كأنها أمواج البحر المتلاطمة تدافع بعضها بعضاً .
6 ـ غضب كسرى على وزيره لأنه قدّم له النصح و المشورة ، فما كان منه إلا أن قتله ظلماً و عدواناً ودون وجه حق.
7 ـ خاطب الجلاد جماهير الشعب سائلاً إن كان بينهم من يطلب الشفاعة أو الصفح للوزير فأجابت الحشود بالنفي : لا ، لا .
8 ـ قلّب كسرى بصره في الجموع ( الحشود ) ، و استقر على فتاة رائعة الجمال كأنها الصباح إشراقاً و تألقاً .
9 ـ و طلب من أحد رجاله ( أعوانه ) أن يستطلع أمرها و خبرها ، فتوجه إليها قائلاً :
10 ـ إنّ ملكنا ( كسرى ) يستغرب خروجك سافرة أمام الناس ، فردت عليه : أحقاً يستغرب و يتعجب و يتساءل؟
11 ـ عد إلى كسرى المبجّل و أخبره أن الناصح الأمين قد مات ، فَـلْـيَـعِـشْ مطمئناً مرتاح البال قرير العين .
12 ـ انظر ـ أيها الرسول ـ هل ترى حول كسرى بعد أن قتل الوزير إلا أشباه و بقايا الرجال ؟
13 ـ ما كانت الجميلة لتخرج سافرة لو أيقنت أن بين هذه الحشود رجالاً حقيقيين يأبون الذل و الخنوع و الهوان .

الدعوة إلى اليقظة يَقَظَةُ العَرَب إبراهيم اليازجي
1 ـ أيها العرب النيام ، يا من استسلمتم للذل و الهوان ، أفيقوا من رقادكم و خذوا حذركم فقد عمّت الخطوب و أحاطت بكم المصائب من
كل جانب و تجاوزت الأخطار كل الحدود المألوفة .
2 ـ لِمَ تمنّون أنفسكم بآمال براقة و أوهام خادعة ، بينما يتربص بكم عدوّكم لينال منكم ، و يشتّت شملكم برماح غدره و ظلمه .
3 ـ فوا عجباً منكم و قد طال رقادكم حتى ملّـتْـكم مراقدكم و غدوتم أشبه بالأموات .
4 ـ بل إنكم أموات يحيق بكم ظلم المستبدين و أنتم جامدون ، و ينزل بكم الذل فلا تثورون .
5 ـ لقد ألفتم حياة الخنوع و اعتادت نفوسكم الهوان حتى غدا من طباعكم .
6 ـ فلا نخوة و لا حميّـة و لا غضب لكرامة مهدورة ، و لا إحساس بما ينزل بكم من ذلّ و هلاك .
7 ـ فيا لهذا الصبر لو ادخرتموه لساحات المواجهة و ساحات المعارك.
8 ـ أَلستم حفدة أولئك الأجداد العظام الذين دانت لفتوحاتهم مشارق الأرض و مغاربها و كانوا سادة العالم !؟
9 ـ أولئك الأجداد الذين شادوا حضارة باسقة راسخة وطيدة الأركان ، لا تنال منها يد معتدٍ طامع .
10 ـ فانهضوا و أعدّوا للأمر عدته ، و اغتنموا فرصة أُتيحت لكم قلّـما يجود الزمان بمثلها .

طبيعة المستبد عبد الرحمن الكواكبي
أ ـ التحكم بمصير الشعب : ( المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم ، و يحكمهم بهواه لا بشريعتهم).
ب ـ كم الأفواه : ( و يعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدّي فيضع كعب رجله على أفواه الملاين يسدّها عن النطق بالحق و التداعي لمطالبته ).
ج ـ معاداة الحق و الحرية : ( المستبد عدو الحق و الحرية و قاتلهما ، و الحقّ أبو البشر و الحرية أمّهم ).
د ـ المستبد شرّير بطبعه : ( المستبد إنسان مستعدٌّ بالطبع للشرّ ، و بالإلجاء للخير ). موقع و منتديات الآداب السورية
ذ ـ المستبد عدو العلم و العقل (والدين): ( فالمستبدّ يضغط على العقل فيفسده ، و يلعب بالدين فيفسده ، و يحارب العلم فيفسده ).
( الاستبداد و العلم ضدّان متغالبان ، فكلّ إدارة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم و حصر الرعيّة في حالك لجهل ).
( و الغالب أن رجال الاستبداد يطاردون رجال العلم ، و ينكّلون بهم ، فالسعيد منهم من يتمكّن من مهاجرة دياره ).